بين صراعات الوضع الاقتصادي وجيوب الجمهور التي باتت فارغة، تقف غصّة المواطنين على مشاهدة مهرجان لفنّان أحبّ أن يشاركه أنغام أغنيات ناجحة.
بين هذا المهرجان وذاك، تحوّلت أسعار بطاقات المهرجانات إلى ما يضاهي قسطا مدرسيا بحد ذاته بسبب غلاه، وباتت أسماء الفنانين الّذين يواصلون تنفيذ رسالتهم الأولى برسم الفرحة على وجوه المعجبين قليلة، لتأتي شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم وتثبت العكس بحفل ضهور الشوير.
حبّها للجيش اللبناني وللجمهور أصبح أمرا مؤكّدا، فمنذ أن وقفت على مسرح الأرز من دون مقابل لكي تُفرح الجمهور بحضورها، ها هي تعود بحفل لمناسبة إحياء عيد الجيش اللبناني في ضهور الشوير مع دخول مجاني لكل المحبين.
"الدخول مجاني" هو أكبر دليل على أنّ نجوى لم تتقاضَ مثل ذلك المبلغ الضخم الذي تقاضته شاكيرا في الأرز، وربّما لم تحصل على أي مقابل لأنّها شخصية تؤمن بحامي وطنها، وتريد أن تشارك فرحة عيده مع الجمهور الذي بات متلهفا للانسجام بأغنياتها منذ بداية فصل الصيف.
نجوى كرم التي بات اسمها يُتداول على الخريطة العالمية، مازالت الفنانة التي لم تنسَ ولا تنسى وطنها، بل تضعه في الأولوية على برامجها، بعكس العديد من منظمي الحفلات الذين حوّلوا المهرجانات إلى سلعة تجارية يستغلون فيها أسماء فنانات عالميات.
اسم نجوى كرم لا يقل قيمة عن اسم أهم النجوم في العالم، وحين تقول الأوف تهز جبالا حملت رايتها يوما بأعمالها.
ولكن تبقى التساؤلات في أذهاننا تتمحور عما إذا كان يُعقل أن يُعلن للفنانة نجوى كرم عن حفل واحد منذ بداية فصل الصيف حتى اللحظة! وهي تعتبر في الطليعة على شباك التذاكر بسبب حفلاتها وجمهورها الضخم؟
بالنهاية تبقى نجوى أفضل من فنانين وفنانات كثيرين غيرها، بحيث أنهم يقولون إنهم سيقدمون وصلتهم الغنائية من دون بدل مادي، ولكنهم يطلبون بالمقابل مبالغ مادية كبيرة لفرقتهم الموسيقية، وتصل هذه المبالغ أحياناً إلى 40 و50 ألف دولار، في حين أن هناك العديد من الفرق الموسيقية التي تضم عازفين محترفين ولهم شهرتهم، يمكن تأمينها بـ 5 آلاف دولار، ولكن المبالغ الخيالية للفرقة الموسيقية للفنان تجعلنا نشعر أن الفنان تقاضى أجره من أجر فرقته، ولم يقدم وصلته الغنائية مجاناً.